• Acceuil
  • Acceuil

EGYPTE

ولدت داليدا، و اسمها الاصلي" يولاندا جيغليوتي" في القاهرة يوم 17 كانون الثاني (يناير) عام 1933. عائلة يولاندا ايطالية الاصل لكن مقيمة في مصر، وكانت هي الابنة الوحيدة بين ولدين: "اورلاندو" و هو الاخ

DALIDA Les années 50

الاكبر و" برونو" الاصغر. والدها "بياترو" كان عازف الكمان الاول في اوبرا القاهرة.
في فترة مراهقتها و بعد انهائها دراستها المدرسية، عملت يولاندا كسكريتيرة في شركة استيراد و تصدير. عام 1951 تقدمت بسرية تامة و بدون علم اهلها الى احدى مسابقات الجمال. و بعد 3 سنوات اشتركت بمسابقة ملكة جمال مصر و فازت باللقب عام 1954. على اثرها ارتبطت بتصوير بعض الافلام في القاهرة، التي كانت تعد في وقتها هوليوود الشرق و مثلت في فيلم "سيجارة و كاس" حيث غنت و رقصت . بعدها تعرفت يولاندا الى مخرج فرنسي و هنا طلب منها تغيير اسمها من يولاندا الى داليلا. و كان قد نصحها ايضاً بأن تجرب حظها في السينما بباريس. و هنا اصبح حلم باريس يراود داليلا لكن العائلة ام تكن موافقة. لكن في ليله 24 كانون الاول / دبيسمبر 1954، و بالرغم من معارضة الاهل، تركت داليلا القاهرة متوجهة الي فرنسا.
لم تكن الحياة سهلة في باريس في بداية الامر و مرت داليلا باوقات صعبة، اذ انها لم تجد لها مكاناً في السينما الفرنسية و هنا قررت الغناء كي تتمكن من الاستمرار و بدات بأخد بعض الدروس في الغناء و الاداء. عندها حصلت على عمل كمغنية في احدى حانات ال"شانزيليزيه" (Champs Elysées) و بعدها انتقلت للغناء في "فيلا ديست" (Villa d'Est) .
في هذه الاثناء، كان هنالك شخص اسمه "برونو كوكاتريكس" قد اشترى مسرح "الاولمبيا" في باريس و كانت يقيم بعض العروض الترفيهية. و في احد هذه العروض، و الذي كان هدفه البحث عن المواهب الجديدة، دعا "برونو" داليلا للمشاركة فلبت الدعوة و غنت اغنية "غريبة في الجنة" (Etrangère au Paradis) . و هنا التقت داليلا بكل من "لوسيان موريس" (Lucien Morisse) المدير الفني لاذاعة "اوروبا 1"، و "ايدي باركلي" (Eddy Barclay) منتج اسطوانات.و هنا قرر الرجلان العمل معها بحكم انها الجوهرة الفنية التي ستسمح لهما بالانطلاق في اعمالهما.الخطوة الاولى كانت بتغيير الاسم مجدداً من داليلا الى داليدا و من بعدها سجلت داليدا اول اسطوانة لها مع باركلي و كانت بعنوان "مادونا" (Madona) ، الا ان النجاح الاكبر حصلت عليه من خلال اغنية "بامبينو" (Bambino) وبالتالي فرضت نفسها نجمة من الصف الاول اثر النجاح الهائل الذي حققته تلك الاغنية.
Dalida et Lucien Morisse عام 1956 كان عام النجاحات بالنسبة لداليدا و هنا كانت قد بدأت تخطو خطواتها الاولى نحو "الاولمبي" (Olympia) حيث كانت تغني قبل "شارل ازنافور" (Charles Aznavour) . كان لاغنية "بامبينو" تأثير كبير في الجمهور اذ كان يستقبل داليدا بحرارة و حب كبيرين و كانت داليدا تعيد غنائها لهم مرات عديدة نزولاً عند رغبتهم. و بحلول شهر ايلول / سبتمبر من العام نفسه، كانت الجماهير تتدافع للدخول لحضورها وفي هذه الفترة بدأت داليدا بالظهور على اغلفة المجلات.
في17 سبتمبر/ ايلول من العام 1957 صُنعت اول اسطوانة ذهبية خصيصاً لها. في هذه الاثناء تحول "لوسيان موريس" الى اكثر من مجرد مكتشف و صانع لنجومية داليدا، و اضحى واضحاً وجود علاقة حب و اعجاب متبادلة بينهما. في عام 1958 حصلت داليدا على اوسكار من اذاعة "مونتي كارلو" و استطاعت المحافظة على هذه الجائزة لمدة 7 سنوات على التوالي. بعدها، ذهبت النجمة في جولة حول العالم و من ثم عادت الى مسرح "بوبينو" (Bobino) حيث رافقها النجاح ايضاً. بفضل "لوسيان موريس" ظلّت داليدا تحقق النجاح تلو الأخر و اصبحت المغنية المفضلة لدى الجماهير لدرجة ان اغانيها كانت تكتسح اغاني "جاك بريل" (Jacques Brel) و "اديت بياف" (Edith Piaf) في سباقات الاغاني.
في 8 نيسان / ابريل عام 1961 كان الزواج المنتظر بين داليدا و لوسيان موريس بعد تأجيلات عديدة و قد عُقد الزواج في مدينة باريس. عندها، جاءت داليدا بعائلتها الى العاصمة الفرنسية و غادرت بعدها في جولة غنائية أخرى حول العالم فورا بعد زواجها اذ لم يكن هناك شهر عسل.
كان لوسيان يضغط كثيراً على داليدا من ناحية العمل و لم يكن امامها وقت للاستراحة. كان العمل يأتي اولاً بالنسبه للوسيان حتى لو انه تم على حساب علاقتهما الزوجية.... هنا احست داليدا بالتعب الشديد نفسياً و جسدياً اثDalida et Jean Sobieskiر  الكم الهائل من الضغوط . و بعد مرور اشهر قليلة، التقت ب "جان سوبيسكي" (Jean Sobieski) في "كان" (Cannes) و كان الحب من النظرة الاولى و على اثر هذا اللقاء، اصبح هنالك حاجز بتشكل بين داليدا و زوجها "لوسيان". ارادت داليدا ان تستعيد حريتها و تلغي ارتباطها بزوجها رغم انها كانت ممتنة له لمساعدته الفنية لها ، هو الذي اطلقها و شهرها. الا ان هذا الطلب كان يصعب جداً تقبّله من قبل "لوسيان" خاصةً و انه لم تمر سوى بضعة اشهرعلى زواجه و داليدا.
بالرغم من الحب الجديد في حياتها، فإن داليدا لم تهمل عملها ابداً. في عام 1961 و مع بداية موجه اغاني ال "يي-يي" (Yé- Yé) في فرنسا، غنت داليدا في الاولمبيا و هنا كانت قد اصبحت من الاسماء الكبيره آنذاك، و مرة أخرى، كان النجاح رفيقها. و لمدة شهر ظلت تغني في الصالة التي كانت تتسع ل 2000 شخص، و طبعاً كانت الصالة تمتلئ بالكامل يومياً. بعدها، ذهبت ايضاً بجولة، لكن هذه المرة الى "هونغ كونغ" و "فيتنام" حيث كانت معشوقة الجماهير.
بعد طلاقها من لوسيان موريس، و بعد انتقالها الى منزل اشترته حديثاً، قطعت داليدا علاقتها ب "جان سوبيسكي". و على اثر هذا الأمر تراجعت قليلاً و ابتعدت عن الاضواء مانحة لنفسها بعض الوقت، و قضت معظمDalida ايامها و هي تقرأ و تتثقف وفي نفس الوقت بدأت تجري بعض التغيرات على مظهرها. و في 4 آب / اغسطس عام 1964 ظهرت داليدا بمظهر جديد و هي الحسناء الشقراء بعدما كانت تعرف من قبل بشعرها الداكن.
في 3 ايلول / سبتمبر من العام نفسه عادت لتغني في الاولمبيا و كانت قد اصبحت المغنية المفضلة عند الفرنسيين. في عام 1965 غنت "رقصة الزوربا" (La danse du Zorba) و هي من روح الفلكلور اليوناني و حصدت نجاحاً كبيراً جداً. وعاد حلم الزواج ليراودها الا انه لم يكن هناك اي شخص في حياتها في تلك الفترة، اذ ان العمل اخد كل وقتها و كانت منشغلة دوماً بدعوات العشاء و تسجيل الاغاني و حفلاتها الخاصة. في عام 1966، اخذ اخو داليدا الاصغر "برونو" اسم اخيه البكر "اورلاندو" و أصبح هو من يدير اعمالها، كما و ان قريبتها "روزي" اصبحت سكريترتها الخاصة.
في تشرين الاول /اوكتوبر عام 1966 تعرفت داليدا على "لويجي تانكوLuigi Tenco et Dalida" (Luigi Tanco) و هو مؤلف اغانٍ ايطالي، صاحب موهبه و ابداع رهيبين. تأثرت داليدا بشخصيه "لويجي" و بخاصه بحب المنافسة و حب الفوز لديه. كان هناك مشروع عمل بين داليدا و لويجي بهدف المشاركة في مسابقة للاغاني في "سان ريمو" (San Remo) في ايطاليا، حيث تقرر ان يكتب لويجي اغنية ايطالية على ان تؤديها داليدا. و لهذا السبب اجتمعا مرات عديدة الأمر الذي ولّد علاقة حب شغوفة بينهما ، حينها، قررا المشاركه سوياً في المهرجان في كانون الثاني يناير عام 1967 كخطوة دعم من داليدا لحبيبها اذ انها معبودة الجماهير بينما كان هو في بداياته، و تقرر غناء اغنيه "وداعاً يا حبيبي" (CIAO AMORE) . كان "لويجي" و داليدا قد اعلنا للمقربين لهما عن نيتهما بالزواج في شهر نيسان / ابريل من العام 1967. لكن لااسف لم يفز الثنائي في سان ريمو، و تحولت السهرة الى مأساة، اذ ان لويجي الذي كان تحت تاثير المهدئات و الكحول، لم يحتمل خسارة الجائزة وراح يتهم لجنة التحكيم بالغش و يقبولهم الرشوة. و لشدة يأسه و حزنه، انتحر لويجي في نفس الليلة مطلقاً النار على راسه في جناح الفندق. داليدا، و هي اول من وجده جثة هامدة، انهارت جسدياً و نفسياً، و لم تتحمل خسارة حبيبها فحاولت هي الاخرى الانتحار بعد مرور بضعة اشهر على رحيل "لويجي" و ذلك بتناولها جرعة هائلة من مهدئات الاعصاب. لكنها اُنقذت و هي في الرمق الاخير، و عادت للحياة بعد غيبوبة دامت اربعة ايام .
بعد هذه الحادثة الاليمة، ابتعدت داليدا فترة عن الاضواء، الا انها ما لبثت ان عادت لكن بمظهر جديد فما عادت ترتدي سوى الفساتين البيضاء الطويلة لدرجة ان الصحافة اطلقت عليها لقب "القديسة داليدا". كانت قد تغيرتDalida Live كثيرا بالمقارنة مع فترة اغنية "بامبينو". فأصبحت تقضي معظم اوقاتها بالمطالعة و بخاصة قراءة الكتب الفلسفية . عشقت فرويد، و بدأت بممارسة اليوغا و ذهبت في رحلة استكشاف لاعماق النفس البشرية . الا ان غنائها استمر حيث انها عادت الى ايطاليا للمشاركة في برنامج تلفزيوني شهير. و في 5 تشرين الاول / اوكتوبر عام 1967 عادت تغني في الاولمبيا و عادت الحياة اليها و طبعاً، و كالعادة كان النجاح الى جانبها. و في عام 1968 ذهبت في جولة حول العالم و حصلت على جائزة كبيرة في ايطاليا عن اغنية "كانزونيسَيما" (Canzonissima) .
كانت داليدا لا تزال مستمرة في رحلة البحث عن الذات، و في هذا الاطار زارت الهند مرات عديدة حيث التقت الحكماء، و كانت جلسات تأمل و رياضات روحية كثيرة. و كاد هذا ان يبعدها عن الغناء لفترة الا انها عادت من جديد في آب / اغسطس 1970 و حققت نجاحاُ لا مثيل له من خلال اغنيه "دارلاديرلادادا" (Darladiladada) . في خريف العام نفسه، التقت داليدا "ليو فيرّي" (Léo Ferré) في خلال برنامج تلفزيوني و فور عودتها الى باريس سجلت اغنية "مع مرور الوقت" (Avec le temps) و التي تعود بالاصل ل "فيرّي" و انتشرت الاغنية بفضلها اكثر فاكثر. في هذه المرحلة، قررت الا تغني سوى الاغاني التي لديها معنىً عميق و هدف معين و التي تملك بعداً شاعرياً. الا ان مالك مسرح الاوليمبيا "برونو كوكاتريكس" لم يحبذ هذه الفكرة، و اصبح يماطل في اعطائها صالة في المسرح مما اضطر داليدا لاستئجار الصالة على نفقتها الخاصه لمدة ثلاثة اسابيع في اواخر ال 1971. و لم يكن "لوسيان موريس" الى جانبها لدعمها في تلك الفترة بما انه كان قد انتحر في ايلول / سبتمبر من العام 1970. قرار داليدا هذا كان مخاطرة ، لدرجه انها كانت تخشى الصعود الى المسرح في الليلة الاولى، الا ان النجاح الكاسح كان حليفها مرة اخرى و جاءت هذه المخاطرة في مكانها.
في فتره السبعينيات عادت داليدا و التقت ب"ألان دولونAlain Delon et Dalida" (Alain Delon) ، الصديق القديم، هو الذي شاطرها علاقة حب و اعجاب بداية الستينيات. و لم ينسَ اي منهما قصة حبهما و كان التناغم بينهما اقوى من الايام الخوالي. في سنة 1973 غنى الثنائي اغنية "كلام و كلام" (Paroles Paroles) . و بعد اسابيع قليلة على بث الاغنية، احتلت الاخيرة المراكز الاولى في سباق الاغاني في كل من فرنسا، اوروبا و حتى في اليابان.
شهدت بداية السبعينيات تقدماً كبيراً لداليدا على الصعيد المهني حيث سجلت فيها قفزة نوعية على مستوى الفن الذي قدمته. يعود الفضل بذلك الى صديقها الجديد، الفارس ذو الشخصيه المبهمة قليلاً، "ريشار شانفريLe conte de St Germain et Dalida" (Richard Chanfray) و الذي كان يطلق على نفسه لقب "الكونت دو سان جيرمان" (Le Conte de Saint-Germain) . كان يحبها كثيراً و هذا الحب اعاد لها طعم ، فانتقلت داليدا هنا الى مرحلة جديدة: "مرحلة النجمة الهوليوودية" حيث انها اولت اهتماماً بالغاً لاظهار انوثتها.
بنهاية العام سجلت اغنية "ها قد بلغ ال 18 عاماً (Il venait d'avoir 18 ans) الاغنية التي احتلت المرتبة الاولى في سباقات الاغاني في 9 دول مختلفة بينها المانيا و بلغ عدد مبيعات هذه الاغنية حوالي 3.5 مليون نسخة. في 15 كانون الثاني / يناير عام 1974 عادت لتغني مرة اخرى في الاولميبا حيث قدمت اغنية جديده بعنوان "جيجي العاشق" (Gigi l'amoroso) و مدتها 7 دقائق و نصف. و كانت هذه الاغنية مزيجاً من الغناء حيناً و الكلام احياناً، و هي اشبه بمشهد مسرحي صغير. و و تعتبر هذه الاغنية انجح اعمال داليدا على مرالوقت اذ انها تصدرت سباقات الاغاني في 12 دوله حول العالم.
بعدها ذهبت داليدا في جولة كبيرة في اليابان و ذلك في اواخر العام 1974، و انتقلت بعدها الى كندا و تحديداً الى كيبيك. و بعد بضعه اشهر عادت الى فرنسا قبل ان تستأنف جولتها و تذهب الى المانيا. و في شباط / فبراير 1975 حصلت على جائزة اكاديمية الاسطوانة الفرنسية.
بعد وقت قصير، فرضت داليدا نفسها بقوتها و جمالها معاً و فاجأت الجميع بتوجهها و تأديتها لاغاني الديسكو. فاصبحت رائدة في هذا النوع من الاغاني و كانت اول من سجل اغنية ديسكو فرنسية و هي اغنية "سانتظر" بتوزيع ديسكو 1975 (J'attendrai version 75) .
شهدت سنوات السبعينيات تطوراً لافتاً لبرامج المنوعات و المنوعات الفنية على شاشات التلفزة، و من هو افضل من داليدا ليستفيد من هذا التطور. فهي لطالما كانت مدعوة للمشاركة في هذه البرامج سواء في فرنسا او فيDalida Disco الخارج.
اما في الدول العربية، فقد كانت لداليدا مكانة مميزة خاصة و انها معروفة على انها مصرية سافرت الى فرنسا. هذا الامر عزز الرابط بينها و بين الجمهور العربي، كما ان عودة داليدا الى مصر في السبعينيات ، و سفراتها المتعددة الى لبنان في الفترة نفسها، دفعتاها الى التفكير بالغناء باللغة العربية. فكانت اغنية "سالمة يا سلامة" عام 1977 و هي بالأصل اغنية فلكلورية مصرية. و أُطلقت هذه الاغنية في فرنسا و في الشرق الاوسط ، و لاقت نجاحاً هائلاً مما دفع بداليدا الى ترجمتها و تسجيلها في 5 لغات مختلفة. و عام 1978، و عبر اغنية "جيل ال 78"
(Generation 78) التي كانت اول ميدلي اغاني و كليب في فرنسا، استطاعت داليدا التغلب على رواد هذا النمط من الاغاني في عقر ديارهم. فكانت تلك الفنانة الاستعراضية الشاملة بفساتينها البراقة الرائعة التي عشقت جسمها الرائع و و رسمت اجمل اللوحات التي تمتع اعين الجماهير.
كان الاميركيون يعشقون هذا النموذج من النجوم أمثال داليدا، فقد كانت تجمع الفن والاناقة والجمال و الاحترافية في آن معاً. و تم الاتصال بها لاحياء عرض في نيويورك و هكذا كان. ففي 29 تشرين الثاني نوفمبر عام 1978 اعتلت داليدا خشبة مسرح "كرنجي هول" (Carnegie Hall)و جن جنون الجمهور الحاضر في الصالة . و هنا اطلقت داليدا اغنية بعنوان "مشية اللامبث (The lambeth walk) التي عشقها الجمهو منذ المرة الاولى لسماعه اياها. الصحافة المحلية اشادت بداليدا التي كانت بدورها منتشية و مستمتعة جداً جراء هذا النجاح الرائع .
و حين عادت الى فرنسا، تابعت داليدا العمل على ارشيفها الغنائي بهدف توسيعه. و عام 1979 كانت اغنية "الاثنين و الثلاثاء" (Monday Tuesday) و كانت داليدا ابرع من ركب و استفاد من موجة الديسكو آنذاك. و في حزيران / يونيو من العام نفسه، عادت الى مصر لتغني، و كانت هذه الزيارة هي الزيارة المنتَظرة من قبل الجمهور، فالكل استعد لاستقبال داليدا لا سيما الرئيس المصري انور السادات الذي استقبلها استقبالاً خاصاً لهذه المناسبة. بعدها توجهت داليدا في جولة للامارت العربية المتحدة و من ثم عادت الى فرنسا.
في بداية الثمانينات، قدمت داليدا عروضا اشبه بالخيال آنذاك. بدأت عروضها في قصر الرياضةDalida les années 80 (Palais des sports) في باريس من 5 الى 20 كانون الثاني يناير عام 1980، و كان الاستعراض على الطريقة الاميريكية. ففي العرض غيرت داليدا ملابسها 12 مره، و كانت ثيابها مزركشة و برّاقة، مزينة بالريش تارة، و بسيطة باناقتها تارة اخرى. أضف الى ذلك انها كانت محاطة بنحو 30 عازف و 11 راقص ليرسم الكل سوياً اجمل اللوحات الفنية غناءً و رقصاً، لدرجة ان الجمهور شعر و كانه يحضر استعراضاً ضخماً في "برودواي"، و كان الكل ينخطف لمدة ساعتين الى ان ينتهي العرض. و بهذا، كانت داليدا النجمة الوحيدة في حينها التي تُظهر نفسها بهذه الطريقة الرائعة عبر تقديم اضخم العروض للجمهور. و على اثر ذلك ذهبت في جولة ناجحة جداً حول العالم دامت لغاية خريف العام نفسه.
في عام 1981، و بعد انفصالها المؤلم عن "ريشار"، انصرفت داليدا كما عادتها الى العمل دون توقف، و ذلك بهدف محاولة نسيان المشاكل التي لطالما رافقتها في حياتها الخاصة، حيث و انها في نهاية المطاف، لطالما وجدت نفسها وحيدة. و في آذار / مارس 1981، عادت و قدمت في الاولميبيا نفس الاستعراض الذي قدمته قبل ذلك في قصر الرياضة. و للمرة الاولى، تم استحداث الاسطوانة الماسية خصيصاً لها، و كانت اول من يحصل عليها عالمياً و ذلك لمكافأتها على رقم المبيعات العالي الذي حققته آنذاك و الذي بلغ حوالي 85مليون نسخة. اضف الى ذلك 55 اسطوانة ذهبيه مغناة ب 7 لغات. و طبعاً باحترافها المعهود و نشاطها الدائم ذهبت مرة اخرى في جولة العالم.
السنتين التاليتين تميّزتا بمواقف داليدا السياسية، اذ كان ملفتاً دعمها للرئيس الفرنسي آنذاك "فرونسوا ميتيران". مع العلم ان علاقتهما كان يغلب عليها طابع الصداقة اكثر من التأييد السياسي، الا ان الانتقادات و الشائعات طالت داليدا في مرحلة معينة و كادت تؤثر سلباً على عملها.
عام 1983، سجلت اسطوانة جديدة حيث نجد فيها اجمل الاغاني مثل "الموت على المسرحDalida" (Mourir sur scene) و "لوكا" (Lucas) .و في 20 تموز يوليو، تلقت داليدا صدمة عاطفية جديدة تمثلت بانتحار "ريشار"، حبيبها و رفيقها السابق، في "سان تروبيه" (St. Tropez) جنوب فرنسا. تأثرت داليدا كثيرا لرحيل "ريشار" و تراجع حماسها المهني ايضاً. و كان كل من حولها قد لاحظ هذه السلبية التي سيطرت عليها.
وقوف المعجبين دوماً الى جانبها في اصعب الظروف ساعدها قليلاً على الرفع من معنوياتها و التخفيف عنها، فذهبت في عام 1984 في جولة عالمية. بعدها احيت عدة حفلات في المملكة العربية السعودية. في عام 1985 خضعت لجراحتين في عينيها اعادتا لها ذكريات أليمة من الماضي.
خلال نجاحها الغير منقطع لمدة 37 عاماُ، شاركت داليدا في بعض الافلام السينمائية إلا انها انتظرت حتى عام 1986 لتصوير فيلم "اليوم السادس" (Le sixième jour) للمخرج المصري يوسف شاهين. كان دوراً بطولياً رائعاً لم تردد داليدا لحظة لأدائه، على الرغم من انها كانت تؤدي دور امرأة عجوز. وقد اظهر هذا الدور قدرات داليدا التمثيلية خاصة في مجال التراجيديا.واثر عرض الفيلم، كان كل النقاد يشيدون بأدائها الرائع.
لكن، و في يمرحلة معينة، حتى الالهة وهن جالسات في عروشهن العاجية، يفقدن الامل و يستسلمن لألام القلب... فما حال دليدا اذاً؟ تلك الاسطورة التي ما انفكت الاحدات المأساوية تلاحقها، تعبت من القتال وانهكتها المقاومة.اضف الى ذلك ان سنين العمل جعلتها تخسر حياة الإمرأة على حساب حياة النجمة الناجحة. و نتيجة لكل هذا، اصبحت داليدا تحس بالوحدة اكثر فأكثر: لا زوج لها و لا اطفال. صارت السنين تتقدم و ترمي بثقلها على البطلة التعبة. صحيح انها غنت "الموت على المسرح" او "Mourir sur scène " ، و صحيح ان هذا كان حلمها، الا انها اخذت القرار. اعتبرت ان الحياة لم تعد قادرة على منحها شي جديد، او تعوض عليها كل الالام و الخسائر المعنوية . لذلك، و في ليل 2 ايار مايو 1987 تناولت كمية كبير من المنومات و مهدئات الاعصاب اضافة الى كاس ويسكي، و تركت لنا رسالتها الاخيرة :
"سامحوني، لكن الحياة لم تعُد تحتمل".... و نامت للابد .

Nous utilisons des cookies sur notre site web. Certains d’entre eux sont essentiels au fonctionnement du site et d’autres nous aident à améliorer ce site et l’expérience utilisateur (cookies traceurs). Vous pouvez décider vous-même si vous autorisez ou non ces cookies. Merci de noter que, si vous les rejetez, vous risquez de ne pas pouvoir utiliser l’ensemble des fonctionnalités du site.