عام 1983، سجلت اسطوانة جديدة حيث نجد فيها اجمل الاغاني مثل "الموت على المسرح" (Mourir sur scene) و "لوكا" (Lucas) .و في 20 تموز يوليو، تلقت داليدا صدمة عاطفية جديدة تمثلت بانتحار "ريشار"، حبيبها و رفيقها السابق، في "سان تروبيه" (St. Tropez) جنوب فرنسا. تأثرت داليدا كثيرا لرحيل "ريشار" و تراجع حماسها المهني ايضاً. و كان كل من حولها قد لاحظ هذه السلبية التي سيطرت عليها. وقوف المعجبين دوماً الى جانبها في اصعب الظروف ساعدها قليلاً على الرفع من معنوياتها و التخفيف عنها، فذهبت في عام 1984 في جولة عالمية. بعدها احيت عدة حفلات في المملكة العربية السعودية. في عام 1985 خضعت لجراحتين في عينيها اعادتا لها ذكريات أليمة من الماضي. خلال نجاحها الغير منقطع لمدة 37 عاماُ، شاركت داليدا في بعض الافلام السينمائية إلا انها انتظرت حتى عام 1986 لتصوير فيلم "اليوم السادس" (Le sixième jour) للمخرج المصري يوسف شاهين. كان دوراً بطولياً رائعاً لم تردد داليدا لحظة لأدائه، على الرغم من انها كانت تؤدي دور امرأة عجوز. وقد اظهر هذا الدور قدرات داليدا التمثيلية خاصة في مجال التراجيديا.واثر عرض الفيلم، كان كل النقاد يشيدون بأدائها الرائع. لكن، و في يمرحلة معينة، حتى الالهة وهن جالسات في عروشهن العاجية، يفقدن الامل و يستسلمن لألام القلب... فما حال دليدا اذاً؟ تلك الاسطورة التي ما انفكت الاحدات المأساوية تلاحقها، تعبت من القتال وانهكتها المقاومة.اضف الى ذلك ان سنين العمل جعلتها تخسر حياة الإمرأة على حساب حياة النجمة الناجحة. و نتيجة لكل هذا، اصبحت داليدا تحس بالوحدة اكثر فأكثر: لا زوج لها و لا اطفال. صارت السنين تتقدم و ترمي بثقلها على البطلة التعبة. صحيح انها غنت "الموت على المسرح" او "Mourir sur scène " ، و صحيح ان هذا كان حلمها، الا انها اخذت القرار. اعتبرت ان الحياة لم تعد قادرة على منحها شي جديد، او تعوض عليها كل الالام و الخسائر المعنوية . لذلك، و في ليل 2 ايار مايو 1987 تناولت كمية كبير من المنومات و مهدئات الاعصاب اضافة الى كاس ويسكي، و تركت لنا رسالتها الاخيرة :
"سامحوني، لكن الحياة لم تعُد تحتمل".... و نامت للابد .
|